*** الحشـــــــــــــــــــــــــمة ... !!! ***
تدين كل النساء استغلال المرأة وسيلة '' للاعلان والتسويق'' ، وعنواناً ''لترويج'' تجاري، وتعتبر المرأة هذا الموقف ''عنفاً '' يوجه ضدها لان ''الجسد '' هو الذي تم اختياره ليكون مادة الاعلان ، ولم يقع الاختيار على '' الانسان '' في المرأة ليكون محور ابراز ميزات ما يريد التسويق والاعلان والترويج له ، هكذا فان اسقاط ثوب الحشمة عن جسد المرأة اعتبر اعتداء على حقوقها ، وعنفاً يوجه ضدها حين يأتي هذا من الآخر فما هي التسمية حين يأتي ''اسقاط ثوب الحشمة '' عن جسد المرأة ، من المرأة ذاتها بارادتها خارج اطار الدعاية والاعلان والتسويق ؟ يأتي هذا السؤال ونحن نرى اليوم ، ما تصنعه بعض النساء ممن هتكن ثوب الحشمة عن اجسادهن وتعرين عبر ادعاءات تدفعنا للتساؤل عن فهم هؤلاء لحقيقة الانوثة والجمال واحترام الذات والقيم والتقاليد الاجتماعية النبيلة ، ولا يغيب عن البال نظرتهن للحداثة والموضة وكل ما يتعلق بتطلع المرأة الى اناقتها هذه النظرة التي لم تقدر بعض النساء حتى الان على التخلص من عدسات الرجل التي تنظر الى نفسها من خلالها .
وبديهي ... انه لا علاقة للرجل اطلاقاً في البحث عن اجابات حقيقية على هذا السؤال ، مطلوبة بالحاح ومن المرأة بالذات فهي هنا التي ترتكب فعل '' تجاوز الحشمة '' احياناً في ادعائها البحث عن الانوثة والجمال فتعري جسدها او بعضه وتدعي ان ذلك ليس الا متابعة للموضة وما تنتجه بيوتات الازياء ، التي اسقط بعضها او ربما غالبيتها قيم الحشمة من ابتكاراتها التي تقدمها عروضا لكل فصل من فصول العام ، ثم بلا وعي تتسابق النساء على متابعتها دون ادراك لما قد تحمله هذه الابتكارات من اعتداءات على ذات المرأة ومكوناتها الانسانية .
هذا داء لحظته عيون الدارسين، فبادروا للبحث في اعراضه واسبابه ودوافعه ، سعياً وراء فهم هذا الموقف الذي جسد احد مظاهر التناقض الذي يحلو للبعض ان يتهم النساء بانهن يعانين منه، بحيث جعل من المرأة ذاتاً ليس من السهل فهمها وادراك ابعاد بنائها الانساني بشكل عام ولعل اول ما بدأت به الدراسات البحث عن اجابة السؤال : هل العري ؟ تعري جسد المرأة - فعل مقبول عند اي نظام قيمي او نظم انسانية تحترم ذات الانسان ، ام ان هذا الفعل ؟ التعري ؟ مدان امام كل القيم عقائدية سماوية كانت ام وضعيه ، لانه يغتال القيمة الانسانية في المرأة ويحيلها الى ''شيء'' يفقد قيمته خارج استخدامات الجسد الانثوي في نظر المشاهد ... والرجل بشكل خاص .
ان المظهر الذي تشكله نوعية وطبيعة الملابس التي ترتديها المرأة يعكس كما تقول دراسات شخصية هذه المرأة ويعكس نظرتها لذاتها كما يحدد حقيقة وعيها لمفاهيم الانوثة والجمال ويرسم ابعاد ثقتها بذاتها .
احدى الدراسات بينت ان '' المظهر المحتشم للمرأة يعكس الوجة الاخلاقي لشخصيتها '' بمعنى ان هناك علاقة بين الخُلق والتعري ، ناهيك عن ان الرجل يرى في الحشمة غموضاً يجعل المرأة اكثر انوثة وجمالاً يحفزه للبحث عن تفاصيله، ابعد من هذا فان الدراسة ابانت بان العلاقة عكسية تماما بين العري والثقة بالنفس فكلما زادت مساحة العري نقصت مساحة الثقة بالنفس ، تماماً كما ان تدني مستويات الجمال حسب -القناعة الشخصية- للمرأة قد يكون سبباً في رفع مستويات العري .
ولعل القول الذي يؤكد ان الاحتشام يعكس شخصية ثابته واثقة قوية تعرف تماما من هي ، اصدق ما يمكن ان نرفعه في وجه الداعيات للعري اللواتي يمارسن التعري بحجج متابعة مخرجات دور الازياء ويتغاضين عن ان هذه الدور نفسها حين تصمم لزوجات رجالات الدولة والمشاهير من اسر المجتمعات الراقية تلتزم خطوطاً اكثر احتشاماً لقناعة بان هذا الاحتشام يبقى عنوان الرقي الاجتماعي ويستجيب لمحددات القيم المجتمعية التي تحترم الذات الانسانية بغض النظر عن الجنس ، ويرفض وضع المرأة في اطار '' جسد '' مهمته الاولى اثارة انفعالات جسدية بحته تنتهي قيمة هذا الجسد الانثوي ، بانتهاء اثر هذه الانفعالات
وطبعا انتضر ردودكم