ساحدثكم عن الادارة
--------------------------------------------------------------------------------
أيها الصحاب إن الله قد منحكم قوى وطاقات فمن أراد منكم تعظيم قواه وتفجير طاقاته فعليه أن
يحسن قراءة النفس وتزكية النفس فكونوا مغرورين بأنفسكم ف إن في الغرور عفه وتأملوا كثيرا
في سمائكم ف إن في التأمل طهارة وتفكروا وأنتم قرب الأمواج والوديان والأشجار ف إن في التفكر
عبادة .
تعمقوا أيها الشرفاء في أنفسكم كما يتعمق الغواص الماهر بحثا عن الجواهر فان قواكم لن تصعد
إلى السطح وأنتم لا تجيدون الغوص.
أيها الإخوة إن الخطر الذي يتهددكم ليس في البحر ولا في وحوش البر ولكن الخطر القاتل حين
تضعف إرادتكم وترخى عزيمتكم. إن الحق أقول لكم أيها التواقون إلى السمو كثيرا ما تشهد
أعماقكم معارك كبيرة بين عقولكم وشهواتكم ومن يتسلح منكم بالحب والفكر والحلم هو من سيتوج
العقل حاكما
منتصر.
وأما من تهزمه شهواته وتطغى عليه رغباته سيعش قلبا منكسر .
واعلموا أن في الهزيمة عزلة وفي البحث عن النفس مرارة وفي ضياع الجواهر حسرة .
ليكن الرجل منكم كالرجل الذي يسوق عربة من حصانين وعليه أن يكون سائقا ماهرا متزن
قوي الفكر والعقل قادرا على أن يمسك اللجام ويقود الجياد .والحق أقول أن العقل والشهوة هما
الحصانين .
.فتنبهوا أيها الأحباب إلى الطريق الذي تسيرون فيه فما الطريق إلا الحياة وما بالأنفس الضعيفة تقاد
الجياد الأصيلة
وتسلك الطرقات الوعرة .
أيها الأحباب فكروا في الريادة ففيها القوة والرفعة وما نيل الشرف إلا بقوة الإرادة وحسن القيادة .
إن الوصول إلى الريادة والهدف الأسمى يبدأ بالقدرة على قيادة النفس وما بالعقول الخالية تدار الأنفس
السامية .
إن القصور الملكية لا تفتح أبوابها إلا للعقول القوية والرفيعة فان كنتم تطمحون طرق أبواب
الملوك وشرف الجلوس مع الملوك فعليكم أن تسلكوا طريق المعرفة وطريق الإنتاج .
فمن أحسن منكم قراءة السطور ومحاورة العقول سهل عليه طريق المعرفة . ومن كان يحسن زراعة
البذور وحصد
الحقول سهل عليه طريق الإنتاج.
واعلموا أن هذه الطرق هي اشرف الطرق للجلوس في حضرة الملوك